الاثنين، 27 أغسطس 2012

الرئيس مرسي في تل أبيب .


الموجز تكتب
مرسي في تل أبيب ..الموساد: كلينتون وعدت بمساعدة مصر مقابل موافقة الرئيس علي زيارة إسرائيل

يظل الحديث عن العلاقات المصرية الإسرائيلية أمرا في غاية الحساسية ،فعلي الرغم من أن النظام القديم لم يخف هذه العلاقة ،موضحا أنها ضرورية للحفاظ علي حالة السلم التي تعيشها مصر ،إلا ان الرأي العام المصري ظل يرفض هذه العلاقات بقوة ،متهما كل من له علاقة بإسرائيل بالخيانة.

وعندما نتحدث عن جماعة الإخوان المسلمين نجد أن رفض إسرائيل هو امر ملتصق بالجماعة علي مدار تاريخها وربما كان هذا أحد الأسباب لصعود أحفاد الإمام حسن البنا بعد الثورة ،كما كان احد الأسباب التي أثارت قلق إسرائيل بشدة ،ويبدو أن الولايات المتحدة تدخلت في هذا الأمر مستغلة علاقتها الجيدة بالإخوان المسلمين في الفترة الأخيرة ،وبدأت تمارس الضغوط القوية لاقناع الجماعة بتطبيع علاقتها بإسرائيل ،وربما واأفقت الجماعة وهو الأمر الذي يفسر الرسالة التي وصلت من مرسي إلي بيريز ،ولكن يظل الرأي العام عقبة في طريق هذا التطبيع ولهذا سارعت الجماعة بنفي وجود رسائل من مرسي إلي بيريز ،وربما كان الإعلان عن هذه الرسالة عبارة عن جس نبض للرأي العام ،تمهيدا لتبادل اللقاءات بين مرسي والقيادات الإسرائيلية

.وكان بيريز قد حاول التقرب لمرسي من خلال رسائل رسمية أكد فيها احترام عملية الانتقال الديمقراطي في مصر ،وعلي احترام رغبة الشعب المصري من قبل القيادات الإسرائيلية ، لكن مرسي لم يرد علي الرسالتين ،واستغرق الأمر اكثر من عشرة أيام حتي يرد مرسي علي الرسالة الأخيرة من بيريز والتي هنأه فيها بحلول شهر رمضان ،وربما يكون لزيارة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية للقاهرة الأثر الأكبر في تغير موقف مرسي ومن بعدها زيارة وزير الدفاع الأمريكي بانيتا.

وقد اهتمت وسائل الإعلام الاسرائيلية بقصة الخطابات المتبادلة بين الرئيس المصري والرئيس الإسرائيلي وعبر موقع واللا الإخباري الإسرائيلي عن استياء الإسرائيليين من نفي مرسي للرسالة ،مؤكدين أن الفرحة في تل أبيب لم تكتمل ،حيث كانت هناك رغبة قوية في إسرائيل لدعم العلاقات مع مصر ،فقد اعتبر الإسرائيليون أن هذه الرسالة خطوة وإشارة أولي لوجود علاقات مع جماعة الإخوان المسلمين التي تسيطر علي الحكم ،معتبرين ان هذا الأمر مشجع مع توقعهم المزيد من جانب القيادة الجديدة بمصر

.وأضاف "واللا" أنه منذ وصول مرسي للحكم نقلت عدة عناصر دولية رسائل إلي مصر بضرورة الحفاظ علي السلام بين البلدين ، موضحين القلق الإسرائيلي من الانفلات الأمني الحاصل في سيناء ،وكانت مسألة الحفاظ علي اتفاقية السلام من اهم الأمور التي شددت عليها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون وأيضا وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا خلال زيارتهما للقاهرة في الأسابيع الأخيرة.

ولفت الموقع إلي أن المبعوث الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المحامي "يتسحق مولخو" ،كان قد زار مصر والتقي مع عدد من قيادات المجلس الأعلي للقوات المسلحة ،حيث أكد لهم اهمية استمرار السلام ،معربا عن رغبة إسرائيل في التعاون مع القيادة المصرية الجديدة.

وكشف "واللا" أن مصادر أمريكية كشفت أن الولايات المتحدة تبذل جهودا مضنية ،لتطوير العلاقات المصرية الإسرائيلية ، وأنها تحاول إقناع مرسي بمقابلة الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في مقابل الحصول علي الدعمين الاقتصادي والسياسي الأمريكيين ، موضحين ان هذا العرض تمت مناقشته خلال زيارة هيلاري كلينتون للقاهرة ،كما كشفت المصادر أنه تم مناقشة عقد لقاء بين مرسي ونظيره الإسرائيلي في شرم الشيخ ،بعدها تتم دعوة مرسي لزيارة إسرائيل.

من جانبها قالت صحيفة "معاريف" أنه لم يمر وقت طويل بعد الإعلان عن رسالة من جانب إسرائيل ،حتي قامت حرب إعلامية بين مصر وإسرائيل ،حيث زعم القصر الرئاسي المصري وفقا لمعاريف ان الرسالة مزيفة ،بينما أكدت تل أبيب أن الرسالة حقيقية وصحيحة ،وفسرت النفي الرئاسي للرسالة بأنه خوف من الرأي العام المصري واشارت معاريف إلي أن المتحدث باسم الرئاسة المصري ياسر علي أكد أن ما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية حول رسالة رد بها الرئيس مرسي علي رسالة بيريز التي أرسلها له من قبل لتهنئته بشهر رمضان المبارك ،مؤكدا أن ما تردد حول هذه الرسالة مختلق ولا أساس له

وأضافت معاريف أن تل أبيب رجعت بعد نفي القصر الرئاسي المصري إلي السفارة المصرية بإسرائيل لتتأكد من صحة الرسالة ،بالفعل أكدت السفارة المصرية أن الرسالة صحيحة ،ولكن النفي جاء خوفا من الهجوم الإعلامي في مصر والعالم العربي كله.

وأوضحت الصحيفة أن الرسالة وصلت إلي بيريز عن طريق السفير المصري في تل ابيب ياسر رضا ،ولم يتم الإعلان عن الرسالة إلا بعد موافقة السفارة المصرية ،حيث من المتعارف عليه ألا يتم الإعلان عن الاتصالات الدبلوماسية إلا بعد موافقة الجانب الآخر ،وقد وافقت السفارة المصرية بالفعل لكن بعد أن حصلت علي موافقة قصر الرئاسة المصري.

وأضافت الصحيفة أن الجانب الإسرائيلي غمرته فرحة شديدة بعد أن تسلم رسالة مرسي ،حيث تعد هذه الرسالة هي الأولي من نوعها بعد تولي مرسي منصبه ،وعبر خلالها الرئيس المصري عن أمله بأن يعم السلام منطقة الشرق الأوسط ،وتمني السلام للعالم كله.

وأوضحت معاريف أن بيريز ارسل لمرسي رسالتين يهنئه في الأولي بنجاحه في الانتخابات مؤكدا أهمية السلام بين مصر وإسرائيل ،ومعربا عن أمله بان يستمر التعاون بين البلدين ،بينما الرسالة الثانية هنأه خلالها بحلول شهر رمضان المبارك.

وكانت معاريف قد أكدت أن رسالة مرسي كانت مفاجأة لبيريز.

وأوضحت صحيفة يديعوت احرونوت انه من المقبول جدا أن يخشي الأشخاص الذين يلتفون حول الرئيس المصري من إعلان خبر إرساله لرسالة ودية للرئيس الإسرائيلي ،حيث انه يعرف عنه انتقاده الشديد لإسرائيل ،إضافة إلي استقباله في الفترة الأخيرة لعدد من قيادات حماس علي رأسهم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس وإسماعيل هنية رئيس حكومة حماس بغزة.

أما صحيفة هاآرتيس فقد عبرت عن استياء شديد حتي إنها وصفت مرسي بالجبن ،حيث قالت إنه علي الرغم من انه لم يتم عمل استطلاع للرأي إلا أنه إنه لو تم إجراء انتخابات رئاسية أخري لفاز بها علاء الدين أبو القاسم الذي فاز بالميدالية الفضية في أوليمبياد لندن

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن أبوالقاسم يتمتع بالبطولة أكثر من مرسي الذي نجح في الانتخابات الرئاسية متغلبا علي خصمه أحمد شفيق ،ولم يمنع أبوالقاسم من الفوز في الانتخابات سوي عمره الصغير ،حيث يبلغ من العمر 21 عاما، ولكن صورته وهو يفوز ويسجد لله تستحق أن تدخل التاريخ المصري لتكون من أهم صور مصر الجديدة بعد الثورة.

وزعم تقرير هاآرتس ان صورة أبو القاسم جاءت في الوقت الذي شاعت فيه حالة من انعدام الثقة بين السياسيين ،وأعطي كثيرا من الأمل للشباب في الوقت الذي تسبب فيه مرسي أنه لا يوجد الكثير من الأسباب لهذا الأمل والتفاؤل.

واستكملت الصحيفة أن الرئيس المنتخب والمنتمي لجماعة الإخوان المسلمين أرسل رسالة لرئيس إسرائيل ،وهي الرسالة التي تم تسليمها خلال لقاء تم بين المستشار العسكري لبيريز اللواء حسون حسون ودبلوماسي رفيع المستوي من السفارة المصرية بتل أبيب.

واوضح التقرير انه كان من المتوقع ان يحدث تغير هام وإيجابي بعد هذه الرسالة ،وان هذه الرسالة تؤكد ان الرئيس المصري الإخواني أدرك أنه يجب تغيير موقفه من العلاقات المصرية الإسرائيلية من أجل مستقبل أفضل لمصر وإسرائيل وشعبيهما، وأخيرا وصلت رسالة سلام من مصر بعد الثورة، وليس فقط تقارير عن الإرهاب في سيناء ،ولكن مع الأسف نفي مرسي إرسال هذه الرسالة ليؤكد أن مصر لا يوجد بها قيادة حقيقية.

فمرسي علي ما يبدو رئيس خائف وجبان يحركه العديد من القوي ،ليس لديه صلاحيات حقيقية ،فهو بين المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين من ناحية ،وهو الجانب الذي يكره وجود مثل هذه الرسالة، وهو أيضا حائر بين الرأي العام المصري ،الذي يكره إسرائيل ،وبين المجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي استحوذ علي صلاحيات الرئيس ،وبذلك فمصر صامتة سياسيا واقتصاديا وأمنيا، والمشاحنات مستمرة بين المجلس الأعلي للقوات المسلحة وجماعة الإخوان المسلمين.

وعلي جانب آخر لم تتوقف محاولات إسرائيل للتقرب من مصر من خلال القيادات السياسية فقط ،بل هناك محاولات من سارة نتنياهو زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتقرب من زوجة مرسي السيدة نجلاء ،وأعلنت نتنياهو عن هذه الرغبة صراحة عبر موقعها الإلكتروني ،من خلال مقال مطول لها اكدت خلاله ضرورة التقارب بين السيدات الأوليات في منطقة الشرق الوسط ،موضحة انها كانت تتخوف كثيرا من صعود جماعة الإخوان المسلمين ووصولهم للحكم في مصر ،ولكن بعد أن علمت بأمر الرسالة التي ارسلها مرسي إلي بيريس ،تشجعت وتطلعت إلي لقاء قريب يجمع بينها وبين نجلاء ،لافته إلي أنها قامت بمناقشة هذا الأمر مع زوجها نتنياهو وحصلت علي موافقته،حيث رأي أن السيدات الأول تستطيع ان تلعب دورا يعمل علي تحسين العلاقات المصرية الإسرائيلية

كما كشفت نتنياهو من خلال مقالها انها أطلعت السيدة الأمريكية الأولي ميشيل أوباما علي رغبتها في التقرب من نجلاء ،وقد باركت اوباما هذه المبادرة ،كاشفة عن انها تعاونت مع جماعة الإخوان المسلمين قبل وصول زوجها لمنصب الرئيس،من خلال منظمات إجتماعية مدنية، ولمست فيهم نبوغا وإدارة جيدة وقدرة علي التنظيم، الأمر الذي راته نتنياهو انه جيد إذا ما توفرت هذه الصفات في مرسي، فهذا الأمر سيضع مصر في الطريق الصحيح

وقالت نتنياهو انها اعتمدت في دعوتها للقاء نجلاء علي المرونة التي أبدتها جماعة الإخوان المسلمين خلال تعاملها مع الولايات المتحدة وإسرائيل منذ وصول مرسي للحكم

ولفتت نتنياهو إلي أن سيدة مصر الأولي اكدت انها لن تكون مثل سابقتيها سوزان وجيهان ،ولكن ستكون مثل عامة المصريين ،وهذا الموقف وإن كان متشددا ،إلا انه يمكن استغلاله لتوطيد علاقات غير رسمية تؤدي في النهاية إلي مصلحة الشعوب، وهو الأمر الذي هدفت إليه ثورة 25 يناير.
مصدر الخبر
http://www.elmogaz.com/weekly/25/august/12/40452

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق